فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفيها ستة أقاويل:
أحدها: أنها مطالعها ومساقطها، قاله مجاهد.
الثاني: إنتشارها يوم القيامة وإنكدارها، قاله الحسن.
الثالث: أن مواقع النجوم السماء، قاله ابن جريج.
الرابع: أن مواقع النجوم الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا: مطرنا بنوء كذا، قاله الضحاك، ويكون قوله: {فلا أقسم} مستعملًا على حقيقته في نفي القسم بها.
الخامس: أنها نجوم القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ من السماء العليا إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمه السفرة على جبريل عشرين ليلة، ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فهو ينزله على الأحداث في أمته، قاله ابن عباس والسدي.
السادس: أن مواقع النجوم هو محكم القرآن، حكاه الفراء عن ابن مسعود.
{وَإِنَّهُ قَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} فيه قولان:
أحدهما: أن القرآن قسم عظيم، قاله ابن عباس.
الثاني: أن الشرك بآياته جرم عظيم، قاله ابن عباس، والضحاك.
ويحتمل ثالثًا: أن ما أقسم الله به عظيم.
{إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ} يعني أن هذا القرآن كريم، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: كريم عند الله.
الثاني: عظيم النفع للناس.
الثالث: كريم بما فيه من كرائم الأخلاق ومعالي الأمور.
ويحتمل أيضًا رابعًا: لأنه يكرم حافظه ويعظم قارئه.
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} وفيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه كتاب في السماء وهو اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس، وجابر بن زيد.
الثاني: التوراة والإنجيل فيهما ذكر القرآن وذكر من ينزل عليه، قاله عكرمة.
الثالث: أنه الزبور.
الرابع: أنه المصحف الذي في أيدينا، قاله مجاهد، وقتادة.
وفي {مَّكْنُونٍ} وجهان:
أحدهما: مصون، وهو معنى قول مجاهد.
الثاني: محفوظ عن الباطل، قاله يعقوب بن مجاهد.
ويحتمل ثالثًا: أن معانيه مكنونة فيه.
{لاَّ يَمَسَّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} تأويله يختلف بإختلاف الكتاب، فإن قيل: إنه كتاب في السماء ففي تأويله قولان:
أحدهما: لا يمسه في السماء إلا الملائكة المطهرون، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير.
الثاني: لا ينزله إلا الرسل من الملائكة إلى الرسل من الأنبياء، قاله زيد بن أسلم.
وإن قيل إنه المصحف الذي في أيدينا ففي تأويله ستة أقاويل:
أحدها: لا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك، قاله الكلبي.
الثاني: إلا المطهرون من الذنوب والخطايا قاله الربيع بن أنس.
الثالث: إلا المطهرون من الأحداث والأنجاس، قاله قتادة. الرابع: لا يجد طعم نفعه إلا المطهرون أي المؤمنون بالقرآن، حكاه الفراء.
الخامس: لا يمس ثوابه إلا المؤمنون، رواه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السادس: لا يلتمسه إلا المؤمنون، قاله ابن بحر.
{أَفَبِهَذَا الْحَديث أَنتُم مُّدْهِنُونَ} يعني بهذا الحديث القرآن الذي لا يمسه إلا المطهرون.
وفي قوله مدهنون أربعة تأويلات:
أحدها: مكذبون، قاله ابن عباس.
الثاني: معرضون، قاله الضحاك.
الثالث: ممالئون الكفار على الكفر به، قاله مجاهد.
الرابع: منافقون في التصديق به حكاه ابن عيسى، ومنه قول الشاعر:
لبعض الغشم أبلغ في أمور ** نوبك من مداهنة العدو

{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُم إِنَّكُم تُكَذِّبُونَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الإستسقاء بالأنواء وهو قول العرب مطرنا بنوء كذا، قاله ابن عباس ورواه علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: الاكتساب بالسحر، قاله عكرمة.
الثالث: هو أن يجعلوا شكر الله على ما رزقهم تكذيب رسله والكفر به، فيكون الرزق الشكر، وقد روي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبُونَ}.
ويحتمل رابعًا: أنه ما يأخذه الأتباع من الرؤساء على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والصد عنه.
{فَلَوْلاَ إِن كُنْتُم غَيْرَ مَدِينِينَ} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: غير محاسبين، قاله ابن عباس.
الثاني: غير مبعوثين، قاله الحسن.
الثالث: غير مصدقين، قاله سعيد بن جبير.
الرابع: غير مقهورين، قاله ميمون بن مهران.
الخامس: غير موقنين، قاله مجاهد.
السادس: غير مجزيين بأعمالكم، حكاه الطبري.
السابع: غير مملوكين، قاله الفراء.
{تَرْجِعُونَهَآ} أي ترجع النفس بعد الموت إلى الجسد إن كنتم صادقين أنكم غير مذنبين.
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} فيهم وجهان:
أحدهما: أنهم أهل الجنة، قاله يعقوب بن مجاهد.
الثاني: أنهم السابقون، قاله أبو العالية.
{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} في الرَّوْح ثمانية تأويلات:
أحدها: الراحة، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الفرح، قاله ابن جبير.
الثالث: أنه الرحمة، قاله قتادة.
الرابع: أنه الرخاء، قاله مجاهد.
الخامس: أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل، لأنه ليس في الجنة غم ولا عمل، قاله محمد بن كعب.
السادس: أنه المغفرة، قاله الضحاك.
السابع: التسليم، حكاه ابن كامل.
الثامن: ما روى عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {فَرُوُحٌ} بضم الراء، وفي تأويله وجهان:
أحدهما: بقاء روحه بعد موت جسده.
الثاني: ما قاله الفراء أن تأويله حياة لا موت بعدها في الجنة.
وأما الريحان ففيه ستة تأويلات:
أحدها: أنه الإستراحة عند الموت، قاله ابن عباس.
الثاني: الرحمة، قاله الضحاك.
الثالث: أنه الرزق، قاله ابن جبير.
الرابع: أنه الخير، قاله قتادة.
الخامس: أنه الريحان المشموم يُتَلَقَّى به العبد عند الموت، رواه عبد الوهاب.
السادس: هو أن تخرج روحه ريحانة، قال الحسن.
واختلف في محل الرَوْح على خمسة أقوال.
أحدها: عند الموت.
الثاني: قبره ما بين موته وبعثه.
الثالث: الجنة زيادة على الثواب والجزاء، لأنه قرنه بذكر الجنة فاقتضى أن يكون فيها.
الرابع: أن الروح في القبر، والريحان في الجنة.
الخامس: أن الروح لقلوبهم، والريحان لنفوسهم، والجنة لأبدانهم.
{وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه سلامته من الخوف وتبشيره بالسلامة.
الثاني: أنه يحيا بالسلام إكرامًا، فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل:
أحدها: عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت، قاله الضحاك.
الثاني: عند مساءلته في القبر، يسلم عليه منكر ونكير.
الثالث: عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إليها. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {إذا وقَعَتِ الواقعةُ}.
قال أبو سليمان الدمشقي: لمّا قال المشركون: متى هذا الوعد، متى هذا الفتح؟! نزل قوله: {إِذا وَقَعَتِ الواقعةُ}، فالمعنى: يكون إذا وقعت الواقعة.
قال المفسرون: والواقعة: القيامة، وكل آتٍ يتوقع، يقال له إذا كان: قد وقع، والمراد بها هاهنا: النَّفخة في الصُّور لقيام الساعة.
{ليس لِوَقْعَتِها} أي: لظُهورها ومَجيئها {كاذبةٌ} أي: كذب، كقوله: {لا تَسْمَعُ فيها لاغيةً} [الغاشية: 11] أي: لغوًا.
قال الزجاج: و{كاذبة} مصدر، كقولك: عافاه الله عافيةً، وكَذَب كاذبةً، فهذه أسماء في موضع المصدر.
وفي معنى الكلام قولان.
أحدهما: لا رجعةَ لها ولا ارتداد، قاله قتادة.
والثاني: ليس الإخبار عن وقوعها كذبًا، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {خافضةٌ} أي: هي خافضة {رافعةٌ} وقرأ أبو رزين، وأبو عبد الرحمن، وأبو العالية، والحسن، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، واليزيدي في اختياره: {خافضةً رافعةً} بالنصب فيهما.
وفي معنى الكلام قولان.
أحدهما: أنها خفضتْ فأسمعتِ القريبَ، ورفعتْ فأسمعتِ البعيدَ، رواه العوفي عن ابن عباس.
وهذا يدل على أن المراد بالواقعة: صيحة القيامة.
والثاني: أنها خفضت ناسًا، ورفعت آخرين، رواه عكرمة عن ابن عباس.
قال المفسرون: تخفض أقوامًا إلى أسفل السافلين في النار، وترفع أقوامًا إِلى عِلِّيِّين في الجنة.
قوله تعالى: {إذا رُجَّتِ الأرض رَجًّا} أي: حُرِّكتْ حركةً شديدةً وزلزلتْ، وذلك أنها ترتجُّ حتى ينهدم ما عليها من بناءٍ، ويتفتَّت ما عليها من جبل.
وفي ارتجاجها قولان.
أحدهما: أنه لإماتة مَن عليها من الأحياء.
والثاني: لإخراج من في بطنها من الموتى.
قوله تعالى: {وبُسَّتِ الجبالُ بَسًّا} فيه قولان.
أحدهما: فُتِّتت فَتًّا، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد.
قال ابن قتيبة: فُتِّتتْ حتى صارت كالدَّقيق والسَّويق المبسوس.
والثاني: لُتَّتْ، قاله قتادة.
وقال الزجاج: خُلِطتْ ولُتَّت.